Friday, March 11, 2011

حمارعاطل عن العمل يشتكى البطالة .....


حتى البطالة طالت عالم الحمير والاحصنة وجاء الىّ صاحب الحمار يشتكى من علة نفسية أصابت الحمار بسبب البطالة و عدم طلب الحمار للعمل فطلبنى لأرى حالة الحمار بنفسي .
فذهبت وتعجبت من حال كلام صاحب الحمار لأرى المفاجئة وكأن لغة خاصة جمعت الحمار بصاحبة فأصبح كل منهم يفهم الأخر ولمالاوالعشرة حتى مع الافاعى ينتج عنها لغة للتفاهم مع من يتعامل معها وكذلك الحال مع كل كائن حى .
إقتربت من الحمار الذى كان معتكفاً فى ساحة جرداء خالية من أعواد الحشيش والأوراق الجافة فى الأشجار اليابسة . مكان كئيب حقا وأكد لى صاحب الحمار ان الحمار إختاره بنفسه لعدم رضاه لما يحدث له .. جلست أمام الحمار اتفحصه وقمت بزيارته عدة مرات لعلى أصل الى شيئ ووجدتنى شيئياً فشيئاً أشعر به وكأنى أسمع كلامه يقول لى
يا سيدتى أنا منهك القوى بسبب حالتى النفسية و التى أصابيتنى بإحساس المرض هذا المكان الذى اجلس فيه يعبر عن احساسى بالضبط . لم يعد لنا عمل وسط مدينة الإسكندرية المرهقة بالسكان و السيارات أصبحت تملأ الشوارع والازقة ولم يتركوا لنا مكان للسير فيه .. كنت أنا وصديقى الحصان أحياناً نلتقط الأرزاق هنا و لكننا وجدنا البشر قد استغنوا عن خدماتنا فى كل شيئ حتى التنزه على الكورنيش الذى حولوه( أوت استرادا) يعنى طريق خارجى العربات تجرى فيه بسرعة شنيعة فإين يذهب فيه الحصان الآن أكيد بعد ثوانى سيكون
( أوت من الدنيا ) حقيقى يا سيدتى لقد أصبح مواطنى الإسكندرية مساكين لم يعد أحد فيهم يتمتع بجو الإسكندرية الجميل ولا ببهجة الكورنيش ..قال لى صديقى الحصان ذات يوم تعالى ياد ياحمار نجرب حظنا فى الازقة نلتقط أرزاقنا هناك فلم يعد لنا يا عزيزى فى أجواء المدينة مكان
فقلت له.. وماله ياخويا تعالى نجرب .. و الرزق يحب الخفية و الرجلين البطالة نجسة و لكننا بعد فترة وجدنا إختراع إسمه توك توك ولم يعد لنا مكان ولا أمان . فماذا نفعل .. يوما بعد يوم قلت حركتنا وأصابنا الهم و اغلبنا تعرض للمرض و الموت وحتى السائر على قدميه أكلته السيارات من السرعة أصبحنا مهددين بالانقراض و الريف لم يعد يسعنا لأن البنى آدمين هجواالى المدن والحيوانات رحلوا الى الارياف فأصبح يوجد فوضى وعدم توزيع جغرافى جيد ..
ومع الأيام توفى صديقى الحصان وقبل وفاته كان مهموماُ وقدماه قد تكاسلت و ذات يوم خرج ليتنزه ويتذكر كيف كان يرمح فى الطرقات و كيف كان يرى حالة الناس وهم يسيرون على أقدامهم فى كامل نشاطهم يستنشقون الهواء النقى و لكنهم الآن أصبحوا كسالى وأصبحوا يتجولون عدة أمتار بالركوب ويستنشقون عوادم السيارات فى كل مكان و لم يعد أحد يلتفت لحصان أو حمار .وسمع صديقى الحصان طفل فى الثامنة من عمره يسأل أمه اية الى ماشى ده يا ماما فقالت الأم – ده حصان مصرى وبعد ثوانى قال لها الطفل فى فرح ماما .. توك توك أهو..فحزن الحصان وقال . معرفش الحصان المصرى أبو روح وعرف التوك توك الصينى أبو عجل " ده غزو حقيقي والله لعقول البشر " بقى الخيل الجميل و الحيوانات النافعة أصبح معرفتها مقتصرة على عدد محدود من البشر و دمعت عيون الحصان وأثناء دموعه لم يرى لورى قادم فرطمه فارتمى ارضاً وعانى الألم ثلاثة أيام ثم مات بعد معناة من الألم وحكى لى ما حدث وما سمع وقال كلمة أخيرة ..
إفتكر يا حمار و ماتزعلش انه هيجى يوم يمكن يعطل فيه العجل ويمكن ميكنش فيه بنزين ولا جاز و يمكن يأتى اى ظرف طارئ يجعل الإنسان لايجد الآلة وقتها سيبحث عنا ولن يجدنا وسيندم على انه أهملنا ولم يعتاد حتى التعامل معنا و التعود علينا لوقت الشدة و لاتنسى يا عزيزى ان الأزمات السياسية تتراكم وقد ينفجر الوضع فى أى لحظة ما بين البلدان و بعضها وسيحتاج البشر اى حمار أو حصان أو دابة يفرون بها مع أحوالهم ليت البشر يعملوا ذلك ولا يهملونا و مات صديقى الحصان و بقيت وحدى فى هذا الخلاء انتظر . فكروا فى عمل قهوة لنا تجمعنا لتناول مشروب ( الحيمرويه ) و لكننا رفضنا نحن نقابة الحمير
فقلت له ... ولماذا رفضتم وسيادتك تتحدث باسم النقابة .
قال – نحن لم نخلق لضياع الوقت على القهاوى ولا لتضيع وقتنا عبساً نحن هنا منتظرون إما العمل أو الموت شرفاء بعيداً عن التكاسل و اختلاق الحجج
شكراً سيادة الحمار.

No comments:

Post a Comment